header_01.gif (13K)

 

المخرج هاني أبو أسعد يخطو نحو العالمية

الأربعاء 08 أكتوبر 2003 14:53

 

إيلاف: رنا فتاة فلسطينية من رام الله تعيش وسط الاحتلال الاسرائيلي. تقف ضد رغبة والدها الذي يريد تزويجها من احد الرجال الذين ليس بينهم حبيبها الذي تقرر الهروب معه والزواج منه واضعة والدها في يوم سفره لأداء مناسك العمرة امام امر واقع يساعد الاصدقاء في اجباره على الرضوخ له. لكن هناك مشكلة كبيرة! فالمأذون الذين يجب ان يوثق الزواج عالق عند الحاجز الاسرائيلي ولن يتمكن من المرور وبالتالي لن يتم الزواج. فيتفق الجميع على الذهاب للحاجز حيث المأذون ينتظر لاتمام الزواج والاحتفال.

بهذه الاجواء تدور احداث فيلم المخرج الهولندي الفلسطيني هاني ابو اسعد الروائي(زواج رنا- القدس يوم اخر) الذي كتبت السيناريو له ليانة بدر التي " كانت كاتبة جيدة، لكنها ليست كاتبة سيناريو" كما يوضح هاني أبو أسعد للملحق الثقافي والفني لجريدة الشعب الهولندية ويضيف " ان وزارة الثقافة الفلسطينية- منتجة الفيلم- لم تكن لديها ادنى فكرة عما كانوا يريدون عمله" خاصة وان الفيلم هو 35 ملم؛ وهو امر صعب مهمة المخرج ابو اسعد. لكن مازاد الطين بلة الاجتياح الاسرائيلي لرام الله عام 2001 ابان تصوير الفيلم.

وقد رافق الاجتياح اجراءات المنع والحواجز التي اثرت كثيرا على اوقات واماكن تصوير الفيلم فاضطر المخرج لابتكار شتى الحيل من اجل اتمام التصوير الذي كان ممنوعا من قبل جنود الاحتلال. لكن عناد المخرج وكادر الفيلم ساهما في اتمام التصوير بنجاح وبأقل الخسائر. ونجح في الان ذاته في عرض واقع الفلسطيني في الاراضي المحتلة بشكل دقيق ومايرافقه من بؤس واذلال يومي طال المخرج ابو اسعد اثناء سفره لهولندا حيث تم احتجازه لساعات في مطار القدس لاتمام " حفلة الاذلال" كما يسميها المخرج في حديثه لملحق " الشعب" الهولندية.
وبعد عرض الفيلم حصد العديد من الجوائز في مراكش وكولونيا ونيويورك. كما شارك في عدد من المهرجانات السينمائية في كان وباريس وروتردام ومهرجان الفيلم الهولندي ايضا.
كما عرض الفيلم في الاراضي الفلسطينية حيث كانت الشاشة تنتقل من مدينة الى اخرى "شاهد الفلسطينيون المكان الذي يعيشون فيه يوميا كديكور لفيلم روائي، بعد أن كانوا اعتادوا على مشاهدة امكنتهم في نشرات الاخبار والافلام التسجيلية. شعرت بأنهم فرحوا بتعرفهم على أنفسهم".
وبعد النجاح الذي حققه المخرج هاني أبو أسعد في فيلمه الروائي الاول" زواج رنا- القدس يوم اخر" يستعد لاخراج فيلمه الجديد " الفردوس الان" الذي الذي تدور احداثه في قطاع غزة وهو قصة مركبة وتنطوي على الاثارة والحب والمقاومة والحياة والموت وقد حصل المخرج على اعانة مالية من صندوق الدعم الهولندي لهذا الفيلم الامر الذي يجعل ابو اسعد مصرا على مواصلة النجاح خاصة وهو القادم للسينما من هندسة الطيران اذ اضطر لاتمام احد افلامه"على الطريق للغد" للاعتماد على نفسه دون مساعدة من احد.
لكن هل يمكن اعتبار افلام المخرج هاني ابو اسعد افلاما فلسطينية ام هولندية خاصة وهو فلسطيني و يحمل الجنسية الهولندية ويلقى دعما، في بعض الاحيان، من مؤسسات هولندية كما في فيلم " الفردوس الان" واحيانا اخرى من مؤسسات فلسطينية كما في فيلم " زواج رنا"؟ 
لو بقي الخرج ابو اسعد مقيما في الناصرة حيث ولد مثله مثل بقية المخرجين الفلسطينيين هل كان سيحقق النجاح الذي حققه ويستفيد من المعدات التقنية المتطورة، ويخطو خطوة مهمة باتجاه العالمية من خلال الاهتمام والتعامل مع مخرجين وكتاب سيناريو مشهورين عالميا كما يحدث له الان؟

عبدالرحمن الماجدي

 

>>