header_01.gif (13K)

 

لاتعجبوا من الادباء العرب

السبت 27 ديسمبر 2003 15:21

 
 
 
 
 
 

قبل سنة مضت حدثني احد الشعراء العرب عن كارثة ثقافية في بلده فرضتها وزارة الثقافة تتلخص باجبار كل شاعر او كاتب او باحث يود القاء قصيدة او محاضرة في أي محفل ثقافي في البلد ان يستحصل اولا موافقة الوزارة على نصه المكتوب الذي سيلقيه!! وقد سخر محدثي من ذلك،اذ كان مدعوا ً لالقاء قصائد له في المركز الثقافي الفرنسي الذي اخبره بقرار الوزارة، بأنه يستطيع قول مايشاء ارتجالا لوكان يبيت شيئا ما لايرضي الوزارة.
 

هكذا تتم صناعة المثقف الرسمي العربي ليغدو ببغاء لوزارة الثقافة او أي هيئة ثقافية عربية رسمية..
فلا عجب اذاً، والحال الثقافي الرسمي كذلك، ان يتم طرد المفكر العراقي الكردي حسين السنجاري بالقوة من ندوة فكرية عربية قبل شهر في الاردن لانه ندد بالديكتاتور البائد صدام حسين الذي كان يخنق المفكرين العراقيين و كل فكر متنور لايتوافق وتوجهاته الحمقاء..
ولاعجب ايضا ان يتكاتف الادباء الرسميون العرب في الاسبوع الماضي ليمنعوا وفد الادباء والكتاب العراقيين من حضور جلسات مؤتمر الادباء والكتاب العرب في الجزائر بتحريض من السيد عقلة عرسان الامين المخضرم للاتحاد العربي بحجة ان الوفد العراقي لايمثل الادباء العراقيين حينا وانهم عملاء للاحتلال حينا اخر، منطلقين في ذلك من تمثيلهم وانقايادهم للقرار الرسمي في بلدانهم.. وانهم لايعرفونهم (وقد صدقوا بذلك) فبعض اعضاء الوفد العراقي كان مغيبا بالسجن فيما كان البعض الاخر معتزلا حمى التطبيل للديكتاتور التي ادمن معظم من حضر المؤتمر الاخير عليها..
لقد كرر الادباء والكتاب العرب حرفيا ماحصل في الجامعة العربية من وقوف معظم الوفود العربية ضد حضور وزير الخارجية العراقي جلسات الدورة الاخيرة للجامعة قبل ان يلعب الضغط الخارجي لعبته ويفرض الحضور العراقي وسط احراج عربي واضح للمانعة ثم العدول مباشرة الى الترحيب..
ولاعجب كذلك ان يقتحم بعض الغوغاء من الادباء والكتاب العرب جلسة الاجتماع الهامشي للوفد العراقي في الجزائر واصفين اعضاء الوفد بالعملاء للاحتلال مكررين موقفا غوغائيا، ربما ساهم فيه شخصيا بعضهم، يوم 9 / 4 / 2003 عندما هجم بعض الغوغاء في حي السيدة زينب بدمشق على العراقيين المحتفلين بسقوط الديكتاتور صدام حسين بالعصي والسكاكين والقبضات واصفيهم بالعملاء للاجنبي..
لاعجب؛ لان الكتاب والادباء العرب هم لسان حال مايسمى بالشارع العربي من خلال كتاباتهم في الصحف والمجلات والفضائيات العربية التي يشغلون مناصب فيها ليلهبوا حماس عوام الناس من خلال تمرير المعلومة الرسمية العربية بهدوء حينا وبصخب احيانا كثيرة..
لاعجب ان يصدر التحريض من السيد عقلة عرسان ضد الادباء العراقيين وهو الذي وقف ضد انتساب الشاعر والروائي السوري الكردي سليم بركات لاتحاد الادباء والكتاب العرب بالرغم من ان كل نتاج بركات باللغة العربية ويعجز عرسان ان يقدم سطرا واحدا مثله في نفس اللغة..
ربما لو حضر شاعر الديكتاتور العراقي البائد عبد الرزاق عبد الواحد ممثلا للوفد العراقي لهبَّ من وقف ضد حضور الادباء العراقيين لاستقباله وعلى رأسهم عقلة عرسان.
اما ان يحضر الوفد العراقي ممثلا بادباء ونقاد حقيقيين يشعر من منعهم بقزميته امامهم؛ فسيكونون عملاء للاحتلال بالرغم من عدم ارتباط اعضاء الوفد لابمجلس الحكم العراقي الانتقالي او بالامريكان كما صرح الروائي حميد المختار عضو الوفد العراقي، والخارج توا من سجن وتعذيب طويلين، بانهم حضروا للجزائر بدون اذن او اتصال بالسيد بريمر اذ لاعلاقة لهم به (ربما لو استعانوا به لتم فرض حضورهم في المؤتمر)..
لقد اظهر الادباء العرب الرسميون مشاعرهم الحقيقية ضد الادباء العراقيين المنشغلين بترميم الثقافة العراقية التي اوغل نظام صدام في تخريبها والتي ستبطل عما قريب سحر الكاذبين.. فبعضهم يخشى الفضيحة بعد سقوط نظام صدام الذي كان يهبهم ماينهبه من حقوق العراقيين..
وكالعادة فقد صمت اولئك الذين يرون انهم اكبر من اتحادات الادباء العربية متماهين من طرف خفي مع تحريض عقلة عرسان واشباهه ضد الادباء العراقيين لنفس الاسباب التي تقزم عرسان وسواه..
اخيرا لنا عتب على الروائي العراقي فؤاد التكرلي الذي حضر مؤتمر الادباء في الجزائر بصفة شخصية وكأن ماجرى لزملائه لايعنيه.. ربما كبر سنه وطول مدة اقامته في تونس جعلاه  لايصدق سقوط والقاء القبض على الديكتاتور العراقي حيث كان دائم الزيارة لبغداد ابان حكمه البغيض..
 

 
 

عبدالرحمن الماجدي ممنوع إعادة النشر إلا بإذن

 

 

>>