header_01.gif (13K)

 

ادباء خارج ذاكرة نوبل

الجمعة 03 أكتوبر 2003   08:18

عبد الرحمن الماجدي

 

يقول الكاتب الفرنسي فرنسوا مورياك الحائز على جائزة نوبل للاداب عام 1952: احيانا لايفوز بالجائزة اعظم الكتاب، بل اكثرهم فاعلية، اولئك الذين يسعون للتأثير على معاصريهم. لكن هذا لايعني ان كل من لا يفوز بها كاتب عظيم.
وهو قول ينطوي على الحيققة الى مدى بعيد؛ وان كان كل كاتب يؤثر على معاصريه هو كاتب عظيم ايضا. لكن ثمة كتاب عظماء بتأثيرهم على معاصيرهم و تكريسهم ككتاب عالميين كانوا خارج قائمة الذين نالوا جائزة نوبل للاداب؛ امثال كونراد وجيمس جويس و ليف تولستوي وبروست وبورخيس وبريخت وكافكا وريلكة وحتى يشار كمال وغيرهم بل منهم  من مازال على قيد الحياة ولم يتم ترشيحه للحصول على الجائزة التي لما تزل اسباب عدم فوز الكثير من المرشحين لها طي كتمان حكمائها المصرين على عدالة اختياراتهم دائما حتى في الاوقات التي كادت تستحوذ فيها السياسة العالمية على معايير منح جائزتي نوبل للاداب والسلام خاصة ابان فترة الحرب الباردة وبعد معاهدة كامب ديفيد بين مصر واسرائيل وما تبعها من مفاوضات سلام بين الفسطينيين والاسرائيليين حيث بدا حينها انور السادات ومناحيم بيغن بمثابة المرشحين الوحيدين لجائزة نوبل للسلام وهما الجنرالان اللذان لايمكن اعتبار تأريخهما الانساني والعسكري والسياسي عظيما الى حد بعيد. والامر ذاته ينطبق على منح نوبل الاداب للكاتب المصري نجيب محفوظ الذي لم يزل الكثير من القراء خارج الوطن العربي يجهلون اسمه ناهيك عن ان شهرته جاءت، حتى عربيا، بعد منحه الجائزة التي يبرر اعضاء لجنتها قلة منحها خارج اوربا لقلة الكتاب غير الاوربين المترجَمين خارج لغاتهم.
اما بعيدا عن الاسباب السياسية التي تلاشت كما يبدو وقف بعض المتتبعين حائرين امام اسماء لم تحقق من الشهرة واهتمام القراء بها الحيز الكبير ابان منحهم الجائزة امثال فرجيينيا وولف وفريدريك ميسترال و بول هايزي وغيرهم من الذين كان الفضل في انتشار اعمالهم الكتابية بلغاتهم واللغات الاخرى لجائزة نوبل.
مهما يكن من أمر فجائزة نوبل تظل الجائزة التي أنصفت كتابا عظاما حققوا بمشاريعهم الادبية والفكرية تأثيرا كبيرا في معاصريهم والاجيال التي تلتهم. وهي الجائزة التي تجعلنا نأسى لمن يتهم اعضاء لجنتها بالتآمر على شعب ما او كتابه دون ان يتساءل عن سبب كثرة المبدعين في دول خارج الاطار الذي يكلل نفسه به الى الحد الذي يحجب عنه الرؤية باتجاه ابعد من أرنبة أنفه. وهي الجائزة التي اثبتت ان الادب هو المعيار الامثل والاهم لدى الامم فجوائز نوبل للطب والفيزياء مثلا لايحظيان بذات الاهمية والمتابعة المتواصلة التي يتمتع بها الادب وبالتالي جائزته.
انما تبقى أسباب منح الجائزة او حجبها لهذا الاديب او ذاك محط تساؤل، يبدو، سيظل مواكبا مطلع كل شهر اكتوبر، ولن يجيب عليه قول أحد أعضاء لجنة جائزة نوبل للاداب وهو يتحدث عن تلك الاسباب" الجائزة ليست مباريات أولمبية، فكل ملف يدرس على مدى سنوات. لدينا أفضل الاجهزة سرية في عالم الادب". وهو جواب ليس بالشافي لمن لم يكن يتوقع فوز الكاتب الجنوب افريقي جون ماكسويل كويتزي المقيم الآن في استراليا الذي كان يتنافس عليها بقوة مع ادباء اخرين لايتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة ليس بينهم، حتما، عربيا.

 

 

>>