kikah.com
Middle Eastern
Literature & arts
 

بعثيون بثياب جديدة..

عبد الجبار الكبيسي في بغداد

 

في الأيام الاولى من شهر كانون الاول عام 2002 قبيل 3 اشهر على السقوط المدوي لنظام صدام حسين وتحرر العراقيين من قبضته التي حكمتهم طوال 3 عقود، كان هناك 3 ممن اطلق عليهم، حينها، الاحتياطي المضموم للنظام البعثي في العراق، يتسابقون- امام عدسات الفضائية العراقية وتلفزيون عدي- على تقبيل أيادي عزة الدوري وطارق عزيز وعلي الكيمياوي مقدمين أنفسهم كمعارضين"وطنيين" قدموا ليساهموا في دحر العدوان عن عراق القادسية وام المعارك حسب تصور رئيسهم عبد الجبار الكبيسي وعراق القائد الفذ السيد الرئيس صدام حسين حفظه الله ورعاه الذي تلتف حوله كل الجماهير العراقية حسب بوقهم الاعلامي فاضل الربيعي، حيث سيلقى الاعداء حتفهم نتيجة للاستعدادات التي ستفاجيء العدو وتجعله ينتحر على اسوار بغداد كما يرى عوني القلمجي الناطق باسمهم.

بعد إنتهاء طقوس تقبيلهم العلنية لأيادي أبطال المقابر الجماعية (ولانعلم لحد الآن عن طقوس تقبيلهم السرية!) عاد وفد التحالف المضموم بتوصية من عزة الدوري وعلي كيمياوي بضرورة عقد مؤتمر إعلامي في باريس لدحر العدوان (الأنكلوأمريكصهيوني) بميزانية مفتوحة على أن يكون موعد انعقاده في ذكرى عزيزة على أبطال المقابر الجماعية وهي الذكرى الاربعين لأنقلاب 8 شباط المشؤوم عام 1963.

نفذ المضمومون النصيحة الدورية بحاذفيرها وعقدوا اجتماعهم الاعلامي المضحك( حيث سبقوا المدعو عبد الامير الركابي الذي كان مترددا بتلبية دعوة الذهاب لبغداد وعقد مؤتمر اعلامي في باريس أيضا) وانتظروا الانتصار العظيم لقائد أم الهزائم ليستلموا حقائبهم الوزارية في حكومة بعث مابعد الحرب. لكن لم يحدث شيء مما أملوا. اذ إنهزم القائد المغوار بطل القادسية الصنديد وفرح العراقيون الذين لفهّم اعضاء التحالف من حول القائد في خطبهم الاعلامية وترك فدائيوه أسوار بغداد ترحب بالقادمين يصطادون اعضاء القيادة الصدامية تباعا ليساقوا الى سجن الصفيح متوسلين الرحمة. ثم لتفتح أمام العالم مكارم القائد الجماعية وخيراته التي كان عادلا ًفي توزيعها على العراقيين.

فسكت المضمومون بعد أن اسقط في ايديهم وخسر حصانهم، ليستعيروا لبوسا ً جديدا ً لأسمائهم مروجين لعودة البعث الذي لن يتخلى عن " عروبته" شاتمين واعدين بالويل والثبور لمن يفرح بيوم 9 نيسان الذي يعدونه ام المصائب حسب باقر الصراف عضو التحالف المضموم.

وبعد ان أمسكت قوات التحالف بكل أوراق المطلوبين في كوتشينة اللعب البعثية حيث بات صدام ينتظر، بعد ان سقط صبغه، قدوم الجند كل ساعة، يمم أعضاء التحالف المضموم وجهتهم للواقع الجديد في العراق مقدمين لذلك بأنتقادات للنظام المخلوع بكونه" نظاماً شمولياُ حسب عبد الجبار الكبيسي في اتصال لشبكة الأخبار العربية أي أن أن به من بغداد في 31 آب 2003 بعد أن كان يراهن عليه و( ينوي تصفية بعض المتعلقات ليعود للعراق أبو الخيرات محاربا ً مع القيادة السياسية لدحر العدوان الغاشم )، قال ذلك في بغداد أمام عدسة الفضائية العراقية وقال كلامه الآخر في بغداد ايضا قبيل الحرب على ذاك النظام الذي سيغدو شموليا ً بعيد سقوطه!

الملفت في عودة عبد الجبار الكبيسي الى العراق هي تزامنها مع إغتيال السيد محمد باقر الحكيم في 29 آب 2003 وكأن من قام بتلك الجريمة قصد، فيما قصد، منها أن يمهد عودة هادئة لرئيس التحالف المضموم وفرقته الايقاعية دون أن تحظى  بأنتباه أبناء العراق المنشغلين بدفن موتاهم والبكاء عليهم، وتشييع جثمان الشهيد الحكيم الذي لم يتوان عبد الجبار الكبيسي عن شتمه  والطعن في عراقيته وعروبته التي يراها حكرا ً عليه ( مع العلم أن هناك من يشكك في عروبة الكبيسي ناسبه لبقايا تركية) حيث رأيناه قبل 3 سنوات يهاجم الحكيم والمجلس الاعلى من على شاشة قناة الجزيرة مستميتا في الدفاع عن مجاهدي خلق ذراع صدام في بوابته الشرقية.

البعض ينسب طائفية الكبيسي الى اعتقاله في الثمانينيات في دمشق بعد أن كان عضو قيادة قومية لحزب البعث ليرمى في احدى ليالي الشام شبه عار في حادثة سميت لاحقا بـ " ليلة البنطلون"، حيث اصبح الكبيسي يعلن في مجالسه عن طائفيته بصوت مسموع واصفا ً العراقيين الذين تم تسفيرهم من العراق عام 1979 بالأيرانيين بل إن كل من يسكن محافظة كربلاء هم من الأيرانيين كما نقل عنه مرؤوسه باقر الصراف الكربلائي المولد! متماهيا في ذلك مع نظام صدام حسين العنصري؛ فالأكراد يريدون تقطيع اوصال العراق ولايمكن منحهم الفيدرالية بأي حال من الاحوال وكذا الشيعة فهم ايرانيو الولاء حسب تنظيره المتماهي أيضا مع صدام حسين أما الكويت فتستحق ماجرى لها لأنها محافظة عراقية متمردة وقد قامت الأسرة الصباحية فيها بتنفيذ المطالب الامريكية فحدث لها ماحدث يوم 2 آب1990 كما كتب عضو التحالف الذي لما يزل مضموما ً باقر الصراف!

لو بقي الكبيسي على تنظيراته المتطرفة الآنفة وسكت أو بقي ينظر لها في بيته الباريسي فذلك من حقه كمتطرف قومي( أكثر المتطرفين القوميين يُشكّ في سلالتهم القومية) أو حتى في عودته للعراق ايضا! لكن أن يعود للعراق في ظروف غريبة تبدو كشماتة بضحايا النجف الذين هم امتداد لضحايا المقابر الجماعية، ويسعى لأعادة تجميع خيوط القوميين والوطنيين (والدعوة موجهة للوطنيين) حسب تصريحه يوم 31آب2003 من أجل أعادة الحكم الوطني العراقي كما يقول فمن هم الوطنيون في رأيه؟ هل هم الوطنيون الذين دعاهم يوم 8 شباط 2002 ولبى دعوته، أو كاد، من أسماهم وقتها بالحزب الشيوعي العراقي وحزب الدعوة اللذين سيتضح لاحقا انهما ليسا الحزبين العراقيين المعروفين بوطنيتهما انما شخصان مطرودان من ذينك الحزبين لارتباطهما بسفارتي النظام العراقي في بلدي اقامتهما.

عبد الجبار الكبيسي اليوم في العراق  يريد ان يعيد اللحمة القومية لتحالفه والمتحالفين معه وذلك من حقه لو اثبت انه كان مغررا ً به وخاطئا ً في تعويله وتحالفه مع نظام صدام الذي يصفه اليوم بالـ" شمولي" ، وأن يثبت، ايضا، عدم تورطه في اي جريمة بحق أبناء الشعب العراقي، وأن يعتذر مع فرقته للشعب العراقي على ظهورهم سيء الصيت في الفضائية العراقية وصحف النظام لما أثاروه من مشاعر مؤلمة للشعب العراقي كحلفاء للنظام الذي يضطهدهم، وأخيرا ً أن يلتزم بالقوانين العراقية القادمة حتى تلك التي لاتسمح للبعثيين السابقين بممارسة أي نشاط سياسي في العراق.

 5-9-2003

>>