header_01.gif (13K)

 

انفجرت الفقاعة

الأحد 14 ديسمبر 2003 18:11

عبد الرحمن الماجدي
 

 
 

انفجرت فقاعة المخاوف العراقية وسقطت الاسطورة العروبية.
انقاد صدام ولم يحرك يدا لمقاومة بعد ان ظل يدور ويدور في المكان الذي يمكن لاي غشيم في البحث عنه سيبحث فيه عنه.
اختبأ في حفرة بـ 6 اقدام بمنزل ريفي وانقاد كخروف مع الذين وجدوه بلحية وشعر اغبرين.
يبدو انه لاشعوريا اختار طريقة الاختباء في مكان اقرب مايكون للقبر.
الجميل في الامر انه تم الامساك بصدام حيا ولم يقتل كعدي وقصي اللذين افلتا من محاكمة الشعب العراقي لهما.
سقطت اساطير المقاومة التي قيل يقودها صدام والتي كان يهلل لها حمقى الانفعال العربي.
جعلوه يترأس مؤتمر للمقاومة في شهر رمضان ويوزع الادوار واعدا بقرب عودته.
كم هو مثير للشفقة منظر ذاك الصحفي الاردني وهو يزف لصدام تهانيه بالعيد منتظرا عودته مكللا بالنصر.وتلك الصحف التي تروي كل يوم جولات القائد الخشبي وهو يزور اسر معتقلي منفذي الهجمات في العراق تاركا في كل زيارة مظروفا مليئاً بالمال لايعرفه سوى اصحاب تلك الصحف! حد انهم جعلوه يظهر في اكثر من مكان في وقت واحد!
ترى ماذا سيقيم اولئك الذين اقاموا مجالس الفاتحة للشقيين عدي وقصي بعد ان نفقا في الموصل؟
لم اتصل بعراقي في الداخل والخارج الا وبكاء الفرح يطغي على كلامه معي يتلعثم بالفرح العارم.
في العراق بالكاد تمكنت من الكلام مع اخوتي الهازجين الراقصين وسط لعلعة الزغاريد واطلاق النار.
اذن انتهى صدام ووقع في ما كان يخشاه  طوال حياته وهو ان يمسك به الشعب العراقي ويحاكمه.
مثله مثل الفار الذي يظل يدور ويدور ليلجأ في النهاية لفم القط الذي يطارده.
ستحاك الاساطير من جديد عن مقاومة الطاغية الملقى القبض عليه.
واخرى تكذب الامساك به.
وغيرها تحيلنا للبديل المفترض بالرغم من ان قوات التحالف اسرعت وتأكدت بالاختبار الحامضي وعرضه على الناس وهو منهك من الاختباء  من ان الذي بين ايدهم اليوم هو نفسه الطاغية صدام.
ياللذلة التي انتهى اليها الطاغية الذين اذل الملايين بجبروته.
اخرجوه كجرذ.
حفرة وفتحة للتهوية اشبه ببالوعة المجاري التي كنا نصر على انه يختبيء فيها ولم يفده احد لابالروح ولابالدم.
مهما يكن ومهما سيكون من امر فالعالم اصبح بلا شبح اسمه صدام حسين.
اذ لا وجود له بعد اليوم.
انه صباح مبارك حقا.
 

 

 

>>